ترجمة مختصرة لشيخنا عبد المصور العرومي رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فقد طُلِبَ مني أن أذكر بعض ما أعرفه عن شيخنا عبد المصور العرومي رحمه الله.

فأقول مستعينًا بالله جل وعلا:

الشيخ عبد المصور هو ابن محمد بن غالب العرومي غفر الله لنا وله، ورحمه الله وقدس روحه.
عرفت الشيخ عبد المصور رحمه الله في أوائل عام (١٤١٥) من الهجرة النبوية، حيث يسر الله لي الرحلة في ذلك العام إلى دار الحديث بدماج لطلب العلم في العطلة الصيفية، وفي نفس ذلك الوقت، جاء جماعة من أهل إب يطلبون من شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله أن يرسل إليهم من يعلمهم، ووقع الاختيار من الشيخ مقبل رحمه الله للشيخ الجليل عبد المصور العرومي رحمه الله.

فأرسله في أوائل عام (١٤١٥) من الهجرة النبوية، ورجعت من دماج بعد نحو ثلاثة أشهر فلازمنا حلقات الشيخ عبد المصور العرومي رحمه الله في مسجد المشنة.

وكان الشيخ عبد المصور رحمه الله مع ما أعطاه الله من العلم: يتحلى بحسن الخلق، ويتصف بصفات عالية من مكارم الأخلاق.
وقد سمعت شيخنا مقبلًا الوادعي رحمه الله يقول: الشيخ عبد المصور عالم من العلماء.

وقد أفاد طلاب العلم، وفتح دروسًا في صحيح البخاري، وتفسير ابن كثير، والعقيدة، وفي النحو، والفرائض.
فاستفاد منه طلاب العلم كثيرًا.

وكان يربي طلاب العلم على الثبات على السنة، والبعد عن الحزبية والفتن، ويوصيهم بحسن الخلق، والتعامل مع الناس برفق ولين، ويوصي كثيرًا بعدم تنفير الناس، وبالسكينة والرحمة.

وكان يتصف هو نفسه بالسكينة وقلة الكلام، ولا أعلمه آذى أحدًا بكلمة، أو شكا منه أحد بأنه أوجعه بكلمة.

وكان يتصف بالتواضع الكبير، فلا يبغي على أحد، ولا يحتقر أحدًا من الناس، ولا أعلم أحدًا شكا منه كبرًا أو احتقارًا.

وكان كريمًا حليمًا يحب للآخرين ما يحبه لنفسه، عنده سماحة، وهو سهل لين الجانب متواضع يخفض الجناح للمسلمين.

وقد استفاد منه كثيرٌ من طلاب العلم في علم النحو والفرائض، وفي غيرهما، في دار الحديث بدماج وبعد خروجه منها.

وقد مكث في مسجد المشنة من أول عام (١٤١٥) إلى رمضان من عام (١٤١٧) من الهجرة النبوية، يعلم الناس الخير والسنة بحكمة وبصيرة.
ثم انتقل بعدها إلى مسجد السنة (بشعب المنيل).

ثم فارقته في آخر صفر من عام (١٤١٨) من الهجرة النبوية حيث ارتحلت لطلب العلم في دار الحديث بدماج.

هذه نبذة مختصرة من معاشرتي لهذا الشيخ الكريم غفر الله له ورحمه وأجزل مثوبته، وجمعنا وإياه في جنانه ورضوانه.

كتبه أبو عبد الله محمد بن علي بن حزام البعداني
ليلة الجمعة الموافق ١٩/ رجب/ ١٤٤٤ من الهجرة النبوية.

https://t.me/mohrdood/2824